لم يكن احتلال بغداد وسقوط الخلافة العباسية مجرد نتاج للغزو المغولي للبلاد الإسلامية فحسب، بل رافقته عدة معطيات سياسية واجتماعية واقتصادية أسهمت في تشرذم الدولة وإصابتها بالضعف حتى أصبحت لقمة سائغة أمام أعدائها.
لعبت الحاشية دوراً كبيراً في حالة الضعف التي وصلت لها الدولة العباسية في أواخر أيامها. وتشرح سامية بنت سيف بن حارب في دراستها «الدولة العباسية: دراسة تاريخية في أسباب السقوط 622-656هـ/ 1225-1258م»، أنه في عهد الخليفة المستنصر بالله (623هـ-640هـ/ 1226-1242م) ظهرت شخصية شرف الدين إقبال الشرابي قائد الجيش، وأصبحت كل الأمور في يده يديرها بحسب أهوائه وميوله.
وبعد وفاة المستنصر بالله لعب كل من إقبال الشرابي وأبي الميامن مجاهد الدين أيبك المستنصري المعروف بـ«الدويدار الصغير»، وكان رئيساً لكتلة المماليك الشراكسة والأتراك في الجيش دوراً كبيراً في تولية المستعصم بالله (640-656هـ/ 1242-1258م)، وذلك لقلة خبرته ولينه، فأرادوا بذلك أن يستبدوا بتدبير أمور الدولة، وبقي هذا الخليفة مسلوب الإرادة أمام حاشيته التي كانت بدورها تتآمر على بعضها البعض، فانتشر الفساد الإداري والسياسي.
وتذكر سامية بنت حارب أن المصادر التاريخية وصفت المستعصم بأنه كان صاحب لهو وقصف وشغوف بلعب الطيور وأن النساء استولت عليه، وكان أيضاً كثير الغفلة عما يجب لتدبير أمور الدولة، وفي بعض الأوقات كان يجلس في خزانة الكتب جلوساً ليس فيه فائدة كبيرة، وكان أصحابه مستولين عليه وكلهم جهال من أراذل العوام.
وكان المستعصم محاطاً بعدد غير قليل من المقربين والمستشارين، أهمهم كتلة المماليك الشراكسة والأتراك الذين كانوا يسيطرون على جيش الخلافة، ويتمتعون بإقطاعات وموارد مالية ضخمة، وكان رئيسهم مجاهد الدين أيبك الدويدار الصغير.
وتجلت مظاهر قوة الحاشية في عدد من المواقف، أبرزها تطلع بعض مراكز القوى في البلاط إلى خلع الخليفة المستعصم والبيعة لابنه الأكبر، في الوقت الذي كان المغول على أبواب العراق.
وبحسب بنت حارب لعبت هذه الحاشية دوراً في تهوين أمر المغول، وأنهم لا يجرؤون على احتلال بغداد مثلما فعل الدويدار الصغير الذي تولى قيادة الجيش بعد وفاة الشرابي سنة 653هـ/ 1255م، وكذلك أشار بعضهم إلى الخليفة بإرسال الهدايا وبذل الأموال لكسب ود المغول وجعلهم يرتدون عن بغداد مثلما فعل الوزير مؤيد الدين بن العلقمي.
غير أن عداءً كبيراً نشب بين أيبك بعد توليه قيادة الجيش وبين الوزير ابن العلقمي، لكن المستعصم وقف بجانب قائد الجيش عندما اتهمه الوزير بالعمل على نقل الخلافة إلى الابن الأكبر للخليفة، بحسب ما ذكرت بنت حارب.
وجرّ هذا الخلاف بلاءً عظيماً على بغداد، وذلك لأن أيبك عندما كان في أول الأمر بعيداً عن الخليفة جمع حوله العيارين الذين يعيثون فساداً في البلاد وينشرون الفوضى في ربوعها، ولكن بعد أن قربه الخليفة إليه وأصبح الأمر في يديه استراح أهل بغداد من شر العيارين بعدما سيطر عليهم أيبك، مما أثار غضب الوزير ابن العلقمي لانتصار منافسه عليه وأصبح يتحين الفرصة لاسترداد سلطته والثأر لنفسه.
وعندما زحف المغول باتجاه بغداد وجد ابن العلقمي الفرصة سانحة له، فأخذ في مكاتبة المغول وجرّأ هولاكو على أخذ بغداد، وقرر معه أموراً انعكست سلباً على الخلافة، كان من بينها أنه أشار على المستعصم بتقليل الجند لتقليل النفقات، ذلك حتى يقل عدد الجيش ومن ثَم تصبح بغداد سهلة المنال على المغول.
وتنقل بنت حارب عن الديار بكري في كتابه «تاريخ الخميس في أنفس النفيس» قوله، «سبب قتل المستعصم بالله أنه لما ولي الخلافة لم يستوثق أمره، لأنه كان قليل المعرفة بتدبير الملك، نازل الهمة، مُهملاً للأمور المهمة، محباً لجمع المال، أهمل أمر هولاكو، وانقاد إلى وزيره ابن العلقمي حتى كان في ذلك هلاكه وهلاك الرعية».
ورغم هذا الإجراء الذي اتخذه الخليفة بتقليل عدد الجند بناء على مشورة ابن العلقمي فإن ذلك لا يعني أن الجيش كان قوياً وأصبح ضعيفاً، بل كان ضعيفاً وهذا الإجراء أدى إلى زيادة ضعفه.
يذكر الدكتور مصطفى طه بدر في كتابه «زوال الخلافة العباسية من بغداد على أيدي المغول»، أن الجيش العباسي في أيام الخلفاء العباسيين المتأخرين لم يكن قوياً بمعنى الكلمة، فالخلافة في أيام الناصر لم تعتمد عليه في القضاء على سلاجقة فارس، كما أنه لم يتمكن من الوقوف أمام الجيوش الخوارزمية في أيام الناصر والمستنصر، ولكنه كان على كل حال قوة ثانوية وانتصر انتصارات لا بأس بها، فقضى على بعض الخارجين في الداخل، كما انتصر في خوزستان على جيوش خوارزمية صغيرة وصد غارات مغولية متعددة.
وفي أوائل حكم الخليفة المستعصم بالله ظل الجيش العباسي على حاله هذه وانتصر في سنة 643هـ على المغول عند بعقوبا (من أعمال بغداد)، ولكنه بعد ذلك أخذ في الضعف شيئاً فشيئاً، وذلك لأسباب عديدة منها أن المستعصم كان بخيلاً جداً ومحباً لجمع المال فلم ينفق على الجيش اللازم.
ومع تناقص عدد جيش الخلافة العباسية وقِلة عتاده، فإن الصلة بينه وبين الخليفة العباسي كانت مقطوعة، وذلك بسبب قطع الخليفة لأرزاقهم. وبحسب بدر كان يجدر بالخليفة والخلافة تمر بهذه الظروف العصيبة أن يتألف هؤلاء الجند ويتابع أحوالهم، ويُجري عليهم أرزاقهم التي قُطعت عنهم.
وبجانب صراعات الحاشية جر الصراع المذهبي بين السنة والشيعة المصاعب على الخلافة العباسية، إذ أضعف الدولة بسبب اضطراب الأمن وإشاعة الفوضى، مما مهد لسقوطها في يد المغول.
وبحسب بنت حارب في دراستها المذكورة آنفاً، استشرى هذا الصراع في أواخر العصر العباسي، وبدأ يؤثر على العراق عامة وبغداد خاصة، وأصبحت حوادثه أمراً اعتيادياً تحدث كل يوم، خصوصاً بعد أن تولى بعض أهل الشيعة مناصب مهمة في الدولة.
ووصل هذا الصراع قمته في أيام المستعصم بالله، وتفاقم الأمر ليشمل كل أتباعه داخل بلاط الخلافة، إذ انقسم كبار الموظفين إلى سنة يتزعمهم مجاهد الدين أيبك، والقسم الآخر شيعة بزعامة الوزير ابن العلقمي.
ومن أبرز الأمثلة على هذا الصراع في أواخر عهد الخليفة المستعصم ذلك الذي حدث في سنة 640هـ/ 1242م بين حيين من الأحياء التي كان يسكنها أتباع المذهب السني، وهما حي سوق النظامية وحي باب البصرة من ناحية، وسكان حي باب المأمونية الشيعة من ناحية أخرى، ونتج عنه حوادث نهب وسرقة وقتل وانتشار الفوضى واضطراب الأمن، مما أسهم في انقسام الأهالي وتصارع قيادات الجيش، ومن ثم زيادة ضعف الدولة العباسية في الوقت الذي كانت فيه قوات المغول تزحف تجاهها.
وفي سنة 653-654هـ/ 1255-1256م حدثت فتنة في ضاحية الكرخ ببغداد، فأرسل الخليفة المستعصم ابنه أبا بكر لفض النزاع، فأغار على أهل الشيعة بقسوة ووحشية، وتبعه العوام الذين اشتركوا في قتال أهل الشيعة، وقام أتباع الدويدار الصغير بهذا الأمر، لذلك تعاطف الوزير ابن العلقمي مع أصحابه من الشيعة واستعان في ما بعد بالمغول للانتقام من أهل السنة، بحسب ما ذكرت بنت حارب.
وفي سنة 655هـ/ 1257م، أي قبل سقوط بغداد بعام واحد كانت فتنة بين السنة والشيعة ببغداد، أدت إلى نهب وخراب وقتل جماعة، مما أسهم في زيادة ضعف الدولة.
وكان لانهيار الأوضاع الاقتصادية دور في إضعاف الخلافة العباسية وتسهيل سقوطها أمام المغول.. وبحسب بدر في كتابه المذكور آنفاً، أهمل الخلفاء العباسيون الأواخر مشروعات الري إهمالاً جعل الحصول على الماء اللازم للزراعة في حينه أمراً متعذراً، كما جعل المزروعات عُرضة لفيضانات الأنهار في كثير من الأحيان، ومن ثم صار أهل العراق خلال هذه الفترة في أسوأ حال.
وزاد من سوء حال أهل العراق في ذلك الوقت ما اشتهر به الخلفاء من حب المال وعملهم على جمعه، لذا أثقلوا كاهل الناس بالمكوس والضرائب. ويذكر بدر أن الخليفة الناصر كان سيئ السيرة، وخربت في أيامه العراق بسبب ما أحدثه من رسوم وما اغتصبه من أموال وأملاك، حتى إن الخراج في أيامه أصبح كبيراً لدرجة أن يعقوبا التي كان يُحصل منها قبل زمنه 10 آلاف دينار، أصبح يؤخذ منها في أيامه 80 ألفاً.
وأهمل الخلفاء أيضاً التجارة وكان جشعهم سبباً في كسادها، وليس أدل على ذلك مما ذكره جلال الدين السيوطي في كتابه «تاريخ الخلفاء»، من أن فقيهاً خرج من سمرقند في أيام الخليفة الناصر يقصد الحج على فرس جميلة، فقال له أهله «لو تركتها عندنا لئلا تؤخذ منك في بغداد»، فإن جشع الخليفة الذي صار مضرب الأمثال وأصبح الناس يتقونه لدرجة أنهم يخافون على فرس يركبها رجل بقصد الحج، لا بد أخاف التجار وأزعجهم وجعلهم لا يقدمون إلى العراق.
ولم يُعن الخلفاء أيضاً بإقامة المباني وتشييد القصور مثلما فعل من سبقهم، وذلك لأن ظهور الدولة الخوارزمية أولاً، ثم ظهور الخطر المغولي بعد ذلك، استغرق معظم جهودهم، ولذلك لا توجد في هذه الفترة مبانٍ تستحق الذكر اللهم باستثناء المدرسة المستنصرية التي أسسها الخليفة المستنصر. وعلى العموم شهدت هذه الفترة تأخراً للزراعة وكساداً للتجارة وتراجعاً لفن العمارة.
مما أسهم في سقوط الخلافة العباسية أيضاً ذلك الدعم الذي قدمه بعض الحكام في المشرق الإسلامي للمغول، فبعدما عجزوا عن مواجهتهم سارعوا إلى كسب رضاهم ليحفظوا مُلكهم من الوقوع.
وتذكر الدكتورة إيناس حسني البهجي، في كتابها «تاريخ المغول وغزو الدولة الإسلامية»، أن براق حاجب حاكم كرمان والأراضي التابعة لها كان من أول الحكام المسلمين الذين أسهموا مع المغول إبان حملتهم على بغداد، إذ أعلن خضوعه لهم وأطلعهم على أخبار الأقطار العربية وما كان يجري فيها من تطورات سياسية وعسكرية، بل وشارك بجنوده في حملات هولاكو ضد أراضي السلاجقة في آسيا الصغرى.
وبعد وفاة براق حاجب في سنة 632هـ/ 1234م تنافس خلفاؤه من بعده، وهم ركن الدين خواجة الحق (632- 650هـ/ 1234-1252م) وقطب الدين محمد (650-655هـ/ 1252-1257م)، في تقديم الولاء للمغول، وذلك للفوز بحكم إقليم كرمان، وأخذ كل واحد من جانبه يذهب إلى منغوليا ويعلن أنه سيكون أكثر من منافسه خضوعاً وطاعة.
وعندما وصل المغول إلى منطقة شرق إيران وشرعوا في هجومهم ضد أراضي وقلاع الدولة الإسماعيلية، أرسل قطب الدين محمد حاكم كرمان في ذلك الوقت قوات لتشارك في الحرب تحت رعاية هولاكو، ثم شارك بعد ذلك في حرب المغول ضد العباسيين.
كما أعلن حاكم فارس أبو بكر قتلغ خضوعه للسلطة المغولية، وأرسل ممثليه إلى البلاط المغولي في «قرار – قروم» بصفة دائمة وفي كل مناسبة، وعندما وصل هولاكو بحملته إلى إقليم ما وراء النهر ذهب للترحيب به، وبذل كل ما يستطيع تقديمه له، وأرسل في ما بعد فرقة عسكرية خاصة يتكون جُل أعضائها من الفرسان، لتلتحق بجيوش المغول في حروبهم ضد الإسماعيليين والخلافة العباسية، ذكرت البهجي.
وأسهم بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل أيضاً مع المغول في حربهم ضد الخلافة العباسية بقواته، وذكر بعض المؤرخين أنه كان من بين المحرضين لهولاكو على قتل الخليفة المستعصم.
وتروي البهجي، أن العلاقات القوية بين بدر الدين وهولاكو وصلت إلى حد المصاهرة، إذ تزوج ابنه الصالح إسماعيل ابنة هولاكو، لكن هذه الزيجة لم تدم طويلاً، إذ أغضب الصالح ابنة هولاكو، فنازل المغول الموصل وفرضوا عليها حصاراً دام 10 أشهر، ثم سيطروا عليها، وخرج إليهم الصالح يطلب الأمان، فغدروا به واستباحوا الموصل.
ومن الحكام المسلمين الذين دخلوا تحت لواء هولاكو عند غزوه للدولة العباسية سلاطين السلاجقة في آسيا الصغرى، إذ كان التنافس بينهم على أشده في تقديم الطاعة للخان المغولي، فقد كان عز الدين كيكاووس وركن الدين قلج أرسلان الرابع يتنافسان في الخضوع الذليل للمغول ليحوزا رضاهم، فقد ذهب ركن الدين شخصياً إلى منغوليا للتعبير عن ولائه للخان كويوك.
وعندما وصل هولاكو إلى إقليم ما وراء النهر ذهب إليه المتنافسان السلجوقيان (عز الدين وركن الدين) للتعبير له عن وفائهما، وأبدى كل منهما استعداده تقديم خدمات للمغول أفضل مما يقدمه خصمه.
على كل حاول جيش الخلافة العباسية، رغم تناقص عدده وقلة عتاده الدفاع عن بغداد على قدر طاقته، وأُعدت خطة عسكرية ترتكز على أساس مواجهة المغول والتصدي لهم قبل دخولهم عاصمة الخلافة، بينما تبقى مجموعة أخرى منهم داخل بغداد لحراستها، ولكن مجريات الأمور لم تكن في صالح هذا الجيش، فقد انهزمت المجموعة المكلفة بقتال المغول خارج بغداد، وهلك أكثر أفرادها، ومن سلم منهم لجأ إلى بغداد للاحتماء خلف أسوارها، بحسب الغامدي في دراسته المذكورة آنفاً.
ولما قضى هولاكو على القوة المدافعة عن بغداد تقدم لحصارها بجيشه الذي بلغ قرابة 200 ألف مقاتل، وكان أول من برز إليه الوزير ابن العلقمي الذي خرج بأهله وأصحابه وخدمه، فاجتمع بهولاكو ثم عاد، فأشار على الخليفة بالخروج لملاقاة هولاكو والمثول بين يديه لتقع المصالحة بينهما، على أن يكون نصف خراج بغداد لهولاكو ونصفه للخليفة.
وبالفعل، خرج المستعصم في 700 من القضاة والفقهاء ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا من مقر هولاكو حُجبوا عن الخليفة إلا 17 نفراً، فخلص الخليفة بهم إلى هولاكو، وأُنزل الباقون عن مراكبهم فقُتلوا عن آخرهم.
وبعد مقابلة الخليفة لهولاكو رجع المستعصم إلى دار الخلافة، وفي أثناء ذلك أشار ابن العلقمي على هولاكو ألا يصالح الخليفة، وقال له، «متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عاماً أو عامين، ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك»، وحسّن له قتل الخليفة. فلما رجع المستعصم بالله ثانية لمقابلة هولاكو أمر بقتله، وقُتل معه سادات العلماء والأمراء، وأولي الحل والعقد، روى الغامدي.
وعقب مقتل الخليفة ورجال دولته، مال المغول على أهل البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان، واختلف في عدد من قتل من المسلمين في هذه الوقعة، فقيل 800 ألف، وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف، وقيل ألفي ألف نفس، وذلك نتيجة لإعمال المغول السيف في أهل بغداد قرابة 40 يوماً.
ولما رحل هولاكو عن بغداد نودي بالأمان، فخرج من تحت الأرض مما كان مختفياً كأنهم موتى، وقد أنكر بعضهم بعضاً، فلم يعرف الوالد ولده، والأخ لم يعرف أخاه، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى.
وحوّل المغول من بلاد العراق قاعدة لجيوشهم التي تتابعت حملاتها قاصدة احتلال الشام ومصر، حتى كانت المعركة الفاصلة في عين جالوت في سنة 658هـ، حيث انحسر بعدها الوجود المغولي في العراق وفارس، وتراجعوا بعض الشيء عن مهاجمة بلاد الشام.